-->

تيهان!

مرحبًا، هل أضاعك أهلك؟

تعال أريك طريق العودة!
للعودة للخلف اضغط هنا.

13‏/2‏/2018

العمل الحر في عطل نهاية الأسبوع

إذا كنت مستقلاً، فمن السهل إيقاعك بالفخّ. بالنسبة لي، العمل طوال الوقت جعلني مُتعبًا من أكثر أمرٍ أحبه. كنت أعمل بشكلٍ مستقل منذ عام 2004 للميلاد (بدأت في عام 2007 في العمل الحر بدوام كامل على ما أظن).

خلال هذه المدة، عملتُ بشكل مكثف لفترات متعاقبة (عندما نفد مني المال) مع جدول عمل مريحٍ جدًا (والتباهي بالمال الذي حصلت عليه على حين غرّة). في السنوات القليلة الماضية، وبينما أصبحتُ أكبر سنًا وتزوّجت، عملتُ أكثر وأكثر.

بالنسبة لي فإن العمل لساعاتٍ طويلة هو أمر حسنٌ. ليست المشكلة أنني أصبحتُ أقل سعادة بكثير فقط، لكنني كنت أقوم بعمل سيّء الجودة، وشغفي -لتطوير الويب في حالتي هذه، لكنني أعتقد أن هذا ينطبق على المصممين والمِهَن الأخرى أيضًا- قد تضاءل بصورة هائلة. كنت أفكر في الأمر مؤخرًا. ما الذي يجري هنا؟ اعتدتُ على تنفّس تطوير الويب!

العمل الكثير جعل مني مستقلاً حزينًا
استغرقني الأمر بعض الزمن لإدراك ذلك. لاحظتُ ذلك عندما بدأتُ مهنتي، كنت متحمسًا وسعيدًا طوال الوقت. تركتُ سريري ولم أستطع الانتظار لأكتب الشيفرة البرمجية. وكذلك الأمر بالنسبة للفول السودانيّ، مقارنةً بما أفعله الآن.

أنا فقط لم أكن متحمسًا مؤخرًا. أعتقد ربّما أن علي فعل شيءٍ آخر. حياتي بكاملها كانت عبارة عن الكثير من كتابة الأكواد الممتعة، ومن ثم بدأت فعليًا في التحول إلى عمل. استغرقني الأمر بالفعل وقتًا لاكتشاف ذلك، لكن في النهاية اكتشفته.

نهش الكثير من ذلك العمل شغفي
لا أعلم إن كانت مماثلة جيدة، لكن إذا كان طعامك المفضل هو -على سبيل المثال- خضار البروكولي، لكنك تأكل منه كل يوم، ألن تملّ منه في نهاية المطاف أو حتى أن تصبح كارهًا له؟

أعتقد أن المثل قد يحدث عندما تكون محظوظًا كفاية لتحوّل شغفك إلى مهنة. أنت فقط تحبه كثيرًا، هو كل ما تفعله وكل ما تودّ فعله. أرغب حرفيًا بالعمل من ثمانية إلى عشرة ساعاتٍ على مشروع عميل، وبعدها أتوجّه للمنزل وأعمل على أمورٍ شخصية، وفي وقت فراغي، أرغب بقراءة كتبٍ تقنيّة.

*حقوق الصّورة محفوظة لـ Frantic.


الأمر المضحك هو أنني لا يمكنني إدراكها حتى، لأنني كنت أستمتع فعليًا. كنت سأقوم بنفس الشيء حتى لو لم يتم الدفع لي. إذا نظرتُ للتقارير من البرمجيّة التي تتابع وقتي (اسمها Freckle إذا كنت تبحث عن واحدة)، أكون بالكاد قادرًا على العثور على يومٍ واحد لم أعمل فيه، وهذا سيعود بي أسابيع وربما أشهر إلى الوراء وأنا أعمل ثلاثة ساعات كل يومٍ.

الأمر هو أنني بينما فعلتُ ذلك كثيرًا، أصبحت حبي له يقل أكثر وأكثر تدريجيًا (مثل البروكولي الخاص بي على سبيل المثال)، وبدون ملاحظة ذلك حتى. الحصيلة -بعد سنواتٍ وسنوات- هي أنني ما زلت أحب تطوير الويب، لكنني لم أعد أحب ذلك بعد الآن.

الحلّ
بعد الكثير من البحث عن الذات، اكتشفت أخيرًا أن المشكلة لم تكن أنني لم أعد أحبّ تطوير الويب بعد الآن؛ بل أنني فقط تجاوزت ذلك من فترةٍ طويلة. وعلاوةً على ذلك، لم يختفِ شغفي، لكنه كان بكل بساطةٍ خامدًا ومخدَّرًا بسبب سنواتٍ وسنوات من فعل الأمر نفسه كل يوم.

قد يبدو الحل واضحًا (وقد يبدو مشكلةً)، لكنني أحث كل شخص -مثلي- ممن لم يدركوا أنهم بحاجةٍ لبعض التوازن، للتأكد من أنهم لا يعملون طوال الوقت. اذهب وافعل شيئًا آخر، اجعله غير ذات صلة بعملك قدر الإمكان، لأطول فترة ممكنة.

الخاتمة
عندما تعمل بشكلٍ مستقل، من السهل للغاية أن لا تكفّ عن العمل. فأنت لديك مواعيد نهائية، وغيرها. اعثر على بعض التوازن. فالإفراط في العمل يقلل حجم إنجازك على أية حال، لأنّك مرهَق وأقل إنتاجيّة. بالنسبة لي، فإن المبالغة في العمل جعلتني غير مكترثٍ بتطوير الويب، والذي كنت أحبه حقًا.

إذا كنت تعمل كمستقل، فمن السهل أن تقع في الفخّ. وإذا كنت تريد أن يستمر شغفك نحو مهنتك، خذ استراحةً منها.

*المقال مُترجم من Working freelance doesn't mean working on weekends لصاحبه Niccolò Brogi.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل كانت المقالة مفيدة لك؟