-->

تيهان!

مرحبًا، هل أضاعك أهلك؟

تعال أريك طريق العودة!
للعودة للخلف اضغط هنا.

17‏/12‏/2017

كيف تتخطى خوفك من العمل بالوظيفة التي تحبها

كانت الساعة الواحدة صباحًا، كنت أكتب العناوين مرارًا وتكرارًا، ممدّدة في السرير، شعري فوضويّ وأصبح الشاي باردًا منذ فترة. كنت قد قطعتُ وعدت بأن أنتهي من هذا الليلة، وافترضتُ خاطئةً أن بإمكاني أن أنجز عملاً سريعًا سحريًا في موعد تسليمٍ ضيق. لذلك وبالطّبع تركت لنفسي مدة يومٍ واحدٍ لإنجاز هذا العمل، لكنني لم أستطع تغيير ذاك الموعد النهائيّ اللعين.

عندما جلستُ في السرير محاولةً تقليب الكلمات وجعلها تتراكب معًا، تساءلتُ... ماذا إن أخفقت في هذا؟ ربّما أنا لا أقتطع من وقتي لأعمالي الخاصّة.


القيام بما لا تحبه سهل
عندما بدأت أعمالي الخاصة في كتابة المُحتوى، عملت مع شركات التنمية البشرية، يا له من عملٍ عجيبٍ لامرأة أمضت معظم سنواتها تقرأ علم النفس السلوكي، وتتفاعل بشكلٍ مكثّف مع الناس (مرئيًا وكتابيًا).

لطالما رغبت أن أكون كاتبةً. لكن بقدر ما أحب الكتابة، فأنا أحب الطعام أيضًا، والنوم في السرير كذلك، وأن يكون لديّ مكان أعيش فيه. لذلك الحصول على المال كان صفقة رابحة، مع أن الكتّاب عادةً لا يهتمون بالربح كثيرًا من كتابتهم.

لم أستمتع كثيرًا بالوظيفة التي عملت بها، في الغالب لأنني أردت إطلاق النار على رؤوس الناس، وكتابة عمليات للقوانين، وبعدها فرض القوانين التي كتبتُها. أنا لست حاملة لقاعدة "اتّبع القوانين"، لذلك لم يكن الأمر ممتعًا بالنسبة لي.

الرّفاهية الخطرة من القيام بعمل لا تحبه
لكن، كان هناك أمرٌ واحد الذي كنت أعتقد أنه من الإيجابي القيام بهذا العمل: أنا لم أكن خائفةً يومًا. لكنني لم أكن سعيدةً أيضًا، لكنني قطعًا لم أشعر بالخوف. كانت مشاعري كلون البيج (لون الصوف الطبيعيّ)، حياديّة، وآمنة، هذا ليس مثيرًا.

إذا قمتُ بخطأ ما، لا أقلق بشأن أن كل ما عملت عليه سيتدهور من حولي. أنا أصلح المشكلة فقط، وأرسلها إلى رئيسي، وأتحرّك. لا أشعر بالمسؤولية حيال كل شيء حدث، وعلمت أنني عندما أغادر في نهاية المطاف، سيستمر العمل بي أو بدوني.

كان هذا الشعور جيدًا لفترة، لكن بعد سنواتٍ قليلة بدأت أفهم أن هذا أمر فارغ، فأنا لم أكن أؤثّر بالوسيلة التي أردت.

لذلك، قمت بتحضير حقائبي، وركبت طائرة السفر، وبدأتُ أعمالي الخاصة من الصفر.


القيام بما تحبه مرعب
كانت صناعة التغيير مرعبة. أنا أتحدث عن الخوف والقلق بإصرارٍ يا جماعة، كرة الخوف والقلق هذه التي تعيش في بطنك وتعطيك تلك الهمسات المرعبة وتجعلك تتعرق في الليل. لقد خِفت بصراحة، لقد خِفت كثيرًا.

الآن، بالإضافة إلى كوني مسؤولةً عن مستقبلي الخاص، كنت خائفة أيضًا من:
- كوني رئيسة نفسي.
- القيام بخطأ لا يمكنني إصلاحه.
- ألّا يكون عملي جيد بما فيه الكفاية.
- ألّا أجد عملاءً.
- عدم الحصول على المبلغ المناسب لدفع الضرائب.
- توظيف محاسبٍ ليحل فقط مشكلة الضرائب اللعينة.
- الإنفاق المتزايد على النبيذ الذي أشربه لأبقى هادئةً.

الخوف من المجهول هو الأسوأ
الخوف الأكبر لديّ كان الخوف من المجهول. المجهول هو كل الأمور التي لا يمكننا وضعها في حسباننا، هو المشروع الذي لا نعلم بأننا سنخفق فيه، هو العميل الذي لا نعلم أنه سيمزقنا إربًا، والاسئلة التي لا نعلم حتى كيف نُبادر في طرحها.

في بادئ الأمر، أُصِبت بالشلل من كثرة التردد. سؤال بسيط مثل: "هل عليّ أن أنشر هذا المقال؟" ينتهي بتدمير لنفسي كليًا:

- أنا الوسطيّ: لا، فهو ليس مثاليًا بعد.
- أنا العقلانيّ: نعم، انشره فقط. الجيّد أفضل من المثاليّ.
- أنا الوسطيّ: ماذا إذا ارتكبت خطأ فظيعًا واكتشفه شخصٌ ما؟ حسنًا، ربما لا... واجهي الأمر يا "ماريسا"، 6 أشخاصٍ فقط هم من يقرؤون مقالاتك. يا إلهي، سوف نخفق في كل هذه الأعمال.

عندما ضغطت أخيرًا على زر النشر، كدت أبكي تقريبًا، وأنا واثقة من موتي الوشيك. لم تكن تلك لحظة جيّدة.




إدراك ذاك الخوف جيد
الشيء الذي علي الاعتراف به أن هذا الخوف جيّد. أعلم أن هذا قد يبدو جنونيًا، لكنني بدأت أؤمن أنك إذا لم تكن خائفًا، فإنك لا تقوم بالصواب. لماذا؟ لأن خوفي يعني كوني في تحدٍ، وأنني أتعلم وأنمو. كل هذه الأمور تقودني لأكون الشخص الذي أريد أن أكون عليه.

مشكلة الخوف هي أننا ندعه يُعجزنا، ندع ذاك الصوت السلبي يقول لنا لا يمكننا فعلها، أو لا ينبغي علينا ذلك، أو أن هذه فكرة سيئة، ندع ذاك الأحمق فقط يتخذ القرار النهائي عنا.


استخدم الخوف بشكلٍ استباقيّ
علينا أن نستعمل الخوف ليصب في مصلحتنا الخاصة. بدلاً من أن نصبح مرتعبين وقلقين، وألّا نفعل شيئًا، علينا أن نرتعب، ونستخدم ذلك الخوف في التفكير والتصرف.

الآن عندما أكون أعمل على شيءٍ ما أحبه حقًا، أخاف أيضًا من فطنتي. اتبعت هذا التفكير أدناه لأشعر بمزاجٍ أفضل:
1. صُبّ اهتمامك عندما تشعر بالخوف:
لا ألاحظ أحيانًا أنني مذعور حتى أنتهي من نصف المشروع. إنه ليس صدمة أو خوفًا، بل هو يشبه أكثر شكوكًا خلفيةً تزحف إلى عقلي.

ما الذي يحفز هذا الخوف؟ اهتم بالملاحظة عندما تكون خائفًا، وراقب المحفّزات.

2. حلل خوفك:
بدأت أفكر، لماذا أنا مضطربة للغاية؟ قد يعود هذا للكثير من الأسباب المختلفة، ربما لا أحصل على ما يكفي من تفاصيل المشروع الواضحة لذلك أشعر بأنني غير متأكدة، ربما لا أشعر بأنني متخصص كفايةً في الشيء الذي أعمل عليه.

أحيانًا لأنني أشعر بأن ما قمت به ليس مثاليًا مئة بالمئة، مما يجعلني قلقةً من أن يكون العمل غير جيد على الإطلاق.

3. ضع السيناريو المُحتمل الأسوأ في عين الاعتبار:
لا تتخيل أن يوم القيامة قد حان موعده: "سيكون العميل غاضبٌ مني ولن أحصل على أي عميلٍ آخر مجددًا وعلي أن أعمل في مطعم ماكدونالدز، لكنني لا أقوى على تحمل رائحة البطاطس المقلية لعشرة ساعاتٍ كل يوم." هذا ليس سيناريو حقيقي، حسنًا؟

بل ضع السيناريو الأسوأ (الفعلي) في عين الاعتبار: "لا يحب عميلك العمل الذي أنجزته حقًا وسيطلق النار عليك".

هذا مقزز، لكنها ليست نهاية العالم. ومن الممكن ألّا يكون هذا قد حدث فعلاً.

لكن إذا علمتَ ما هو السيناريو الأسوأ الخاص بك، يمكنك أن تتجنبه بخطوات بسيطة، عبر التواصل بشكلٍ أفضل مع عميلك، وطلب المزيد من الوقت للتأكد بأنك أنجزت عملاً جيدًا، والحصول على تغذية راجعة أفضل كلما تقدمت أكثر بحيث لا تشعر بالقلق.

4. افعلها بأي طريقة:
هذا هو شعاري لهذا العام، وهي أساسًا "صفعتي العاهرة" في مواجهة الخوف، لا زلت أخرج عن طوري بين الحين والآخر، وأناقش حول إذا ما كان ينبغي علي -أو لا ينبغي- أن أنشر أو أكتب أو أطرح سؤالاً. لكن في النهاية، أنا دائمًا أفعلها بأي طريقة. لأنني تعلمت سرًا ضخمًا بخصوص الخوف.



الاعتياد على الخوف
سوف لن يرحل عنك الخوف، أبدًا.

طالما حاولت باستمرار أن أكون أفضل، وأنمّي أعمالي، وأفعل أمورًا جديدة، سوف أكون خائفةً. وأنا موافقة على هذا، فعليًا إنه أمر جيد.

ولكن الارتياح للمجهول، وعدم القلق والتوجس بشأنه، سيساعدني على استخدام خوفي كمحفز بدلاً من كونه حجر عثرة في طريقي.


افهم أن لكل شخص شكوكه
هذه هي الجزئية التي أخبرك فيها، أنك حتى لو كنت مميزًا جدًا وندفة ثلج فريدة من نوعها، فإن كل شخص آخر هو مرتعب مثلك.

بعض الناس يجدون تفسيرًا منطقيًا لخوفهم أسرع وأفضل كثيرًا مني، لكن هذا الخوف يزال يعترض أذهانهم، وهم لا يجعلون هذا الخوف يوضح حيواتهم.

وهذا هو نوع الحياة التي أود أن أعيشها، أين أشعر بالخوف الكثير وأستغل فرصي بأي طريقة كانت. لأنني اكتشفت، أن لا أحد يستحق أن يحصل على فرصة أكثر مني.

- هذا المقال هو ترجمة مُتصرّفة للمقال How to Get Over Your Fear of Failing at a Job You Love لصاحبته Marisa Morby.
- حقوق الصورة محفوظة لموقع Freepik.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل كانت المقالة مفيدة لك؟